الصعوبات التعلميّة
إن موضوع صعوبات التعلم هو من أكثر الموضوعات التربوية تحدياً وتفسيراً وحلولاً.
وللأسف الشديد، تلجأ المدارس بصورة عامّة إلى إنكاره أو الاستخفاف به، فينعكس الأمر سلباً على التلامذة الذين يعانون منه خصوصاً في المرحلة الابتدائية.
ولكنّ الفلسفة التربوية المتبعة في ثانوية حسام الدين الحريري لامست هذا الموضوع بجرأة وعلم، فأنشأت قسم الدعم التربوي وأعلنت مبادرتها لدمج ذوي الصعوبات التعليمية في صفوفها، ثم دأبت على تدريب المعلمين، وأقامت علاقات تعاون مع خبراء تربويين ونفسيين ومعالجي النطق والحركة، وأقامت العديد من الندوات التثقيفية والتوعوية للأهل ولأبناء المجتمع بالإضافة إلى تنظيمها في العام 2000 المؤتمر الوطني الأول حول صعوبات التعلم الناتجة عن تشتت التركيز وفائض الحركة.
كيف نعرّف الصعوبات التعليمية؟
إنّ مفهوم صعوبات التعلم هو مفهوم واسع جداً، ويُعرَف أحياناً باضطرابات التعلم، ومفادُه أنّ التلميذ الذي يشكو من اضطراب في عملية التعلم يتطور نفسياً وعاطفياً بصورة طبيعية، كما يقيم علاقات عائلية واجتماعية عادية، ولكنه يُظهر خللاً واضحاً في الإصغاء والانتباه، في القراءة والكتابة، في حلّ المسائل الحسابية والتحليل المنطقيّ.
كما أنّ هذا التفسير لا ينطبق على الأولاد الذين يتميّزون ببطء في التعلم أو تظهر لديهم مشاكل تعليمية نتيجة مرض نفسيّ أو إعاقة ذهنية.
ووفقاً لدراسات الباحثين، فإنّ اضطرابات التعلم قد تكون نتيجة اضطرابٍ بسيط في وظائف الدماغ. أو اضطرابٍ نفسيّ يعاني منه التلميذ نتيجة ظروفٍ بيتية سيّئة أو علاقاتٍ عائلية سلبيّة وعوامل وراثية وجينية.
ومهما كانت الأسباب، يجب على المدرسة إعداد منهجيّة خاصّة تساعد هؤلاء التلاميذ على التعلم ضمن أجواء مدرسية آمنة وطبيعيّة.
كيف نعرّف التلميذ الذي يعاني من صعوبة تعليمية؟
هو طفل لا يعاني من مشاكل سمعية أو بصرية، وأجواؤه الأسرية سليمة، وبالرغم من ذلك لا يتمكن من اكتساب العلم والمعرفة، فهذا التلميذ لديه طاقة فكرية جيدة، إلّا أنّه يوجد تباين شاسع بين هذه الطاقة وبين الأداء المدرسي والتحصيل العلمي.
وبالتالي، فهو يعاني من خلل في واحدة أو أكثر من العمليات الأساسية المطلوبة لفهم اللغة الشفهية المحكية أو المكتوبة واستيعابها، ويظهر هذا الخلل وكأنه قدرة غير مكتملة على الإصغاء، والتفكير، والنطق، والفهم، والكتابة، والتهجئة، وحل المسائل الحسابية، والتحليل، وفهم الصورة المجردة والمنطق والسببيّة.
ولا تتضمن الصعوبة التعليمية حالات الفشل المدرسيّ بسبب الاستهتار أو نتيجة التخلف العقلي وضعف السمع أو البصر، أو الإِعاقات في المهارات الحركيّة الجسديّة أو مشاكل البيئة والظروف الاجتماعية المحيطة.
أمّا أنواع الصعوبات التعليمية الأكثر شيوعاً فهي:
– القصور الإدراكيّ Perceptual Disability.
– الخلل في وظيفة الدماغ Minimal Brain Dysfunction.
– الخلل في القدرة على التركيز والانتباه ADHD.
– عدم القدرة على التهجئة والقراءة Dyslexia.
– عدم القدرة على التكلّم والتعبير اللغوي Developmental Aphasia.
ماهي التدابير التي تقوم بها المدرسة من أجل معالجة الصعوبات التعليمية عند التلاميذ؟
تجهد ثانوية حسام الدين الحريري لتقديم كلّ التسهيلات من أجل مساعدة هؤلاء التلاميذ على التحصيل العلميّ الذي يتوافق مع قدراتهم وإمكاناتهم وفقاً للآتي:
– تخفيف المثيرات البصرية والسمعية أمام التلميذ لمساعدته على الانتباه.
– تصغير المكان الذي يدرس فيه التلميذ.
– اتّباع نظام يوميّ روتينيّ مبرمج وصارم.
– التقليل من عدد التلاميذ في الصفّ الواحد.
– اعتماد التعليم الإفراديّ في معظم الأحيان في صفوف إضافية تمّ تجهيزها بكلّ الوسائل التعليمية المتطورة.
– تجزئة المادة التعليمية وفقاً لقدرات التلميذ.
– تكثيف الأنشطة الصيفية وأنشطة التعلم من خلال مشاريع العمل.
– استخدام وسائل إيضاح جذابة للتلميذ لشدّ انتباهه.
– استخدام وسائل التكنولوجيا من أفلام DVD وأقراص مدمجة تساعد التلميذ على اكتساب مهارات اللغات والقواعد الحسابية بطريقة أسهل.
– توفير فرص للتعبير والأداء الطبيعي لكل تلميذ بعيداً عن ضغوطات أو مواقف محرجة قد تشعره بالإحباط وانخفاض المعنويات.
– تنظيم زيارات ميدانية خارج المدرسة للتعرف على المجتمع المحيط بالتلميذ.