الدّفعةُ الثمانون: امتدادُ الحكايةِ ووهجُ الرّسالة
في حضرةِ المجدِ والتخرّج، احتفلت ثانويّةُ المقاصدِ الإسلاميّة – صيدا بدُفعتِها الثمانين، دفعةِ التّطويرِ والتّغيير، استكمالًا لمسيرةٍ تربويّةٍ امتدّت على مدى ١٤٦ عامًا من النّبضِ المقاصديّ، ولا تزالُ تزهرُ وعيًا، وتتوّهجُ عطاءً
بدأت مراسمُ الحفلِ بدخولِ موكبِ الخرّيجين، تلاه تلاوةٌ مباركةٌ من الذِّكرِ الحكيم، ثمّ النشيدُ الوطنيُّ اللبنانيّ، فالنشيدُ المقاصديّ
وقدّمت عريفةُ الحفل، الأستاذة “سحر عنتر”، الكلمةَ الترحيبيّة التي عبّرت فيها بإيجازٍ وجدانيّ عن رمزيّةِ المناسبةِ وفرادتِها، ممهّدةً للحفلِ بلغةٍ تنبضُ اعتزازًا بهذه الدّفعة التي حملت رقمَ الامتدادِ (٨٠) وعامَ التخرّج (٢٠٢٥)
تلتها كلمةُ مديرةِ الثانويّة، الأستاذة “سلام بوجي”، التي غلّفت كلماتِها المحبّةُ والرّقيُّ الإنسانيّ، وتجلّت فيها معاني الاحتضانِ التربويِّ للخرّيجين
: وقد ربطت في كلمتها بين رؤية الثانويّة وغايّاتها التربويّةالحديثة، والتي تمثّلُ خارطة الطريق للمرحلة المقبلة، وجاءت على النحو التّالي
. الاعتماديّة الدوليّة في جودة التّعليم-
. استثمار الذّكاء الاصطناعيّ في تطوير الأداء التّعليميّ
. النموّ التكامليّ للمتعلّم فكرًا وقيمًا وإنسانًا
4. تفعيل الإعلام المقاصديّ كأداةٍ تربويّة توثيقيّة تعكس الهُويّة وتنقل التّجربة
ولم تغفل المديرة الإضاءةَ على ما تحقّق من إنجازاتٍ مشرّفةٍ ومراكزَ عليا في غيرِ مجال، كانت ثمرةَ تخطيطٍ وتنفيذٍ ومتابعةٍ دؤوبة، تقودها برؤيةٍ تربويّةٍ عميقة، مرتكزةٍ إلى شغف المتعلّمين، وتميّزهم، وروح العملِ الجماعيِّ والفريقِ المؤسّسيّ المشترك، حيث أصبح كلُّ نجاحٍ شاهدًا حيًّا على أنّ الثانويّة بيئةٌ حاضنةٌ للتميّز، ومجالٌ رحبٌ للتعبير عن الذات والقدرات
ثمّ أُلقيت كلمةُ الخرّيجين باسم الدُّفعة من قِبلِ كلّ من: “سيرين محمد، حلا حمادي، ومهند بسيوني”، حيث عبّروا بعفويّةِ القلبِ وصدقِ الانتماء عن امتنانهم لثانويّتهم التي كانت لهم جسرَ عبورٍ من البداياتِ إلى آفاقِ المستقبل
تلتها كلمةُ رئيسِ جمعيّةِ المقاصدِ الخيريّةِ الإسلاميّة – صيدا، الأستاذ “محمد فايز البزري”، التي تميّزت بالشّفافيّةِ والوضوح، عرض فيها أبرزَ المشاريعِ التي أنجزت، وتلك التي ما تزال قيدَ التنفيذ، مشيرًا إلى الشّراكاتِ الواسعةِ مع عددٍ من الجامعات، دعمًا للطّلّاب وربطًا للمعرفةِ بالمسؤوليّة. كانت كلمته تأكيدًا على أنّ التنمية تبدأ من التربية، وأنّ الاستثمار في الإنسان هو أعظم استثمار
ثمّ ألقى راعي الحفل، سماحة مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة الشّيخ الدكتور “عبد اللطيف دريان”، كلمتَه التي ألقاها ممثّله القاضي الشّرعي الشّيخ “سليم سوسان”، فحملت دعوةً صادقةً إلى التّآلفِ والتّكافلِ المجتمعيّ، وإلى أن تبقى المؤسّسات التربويّة مناراتِ وعيٍ وقلاعَ بناءٍ وطنيٍّ وإنسانيّ
وزّعت الثانويّةُ الشّهاداتِ على الخرّيجين، والدّروعَ على المتفوّقين منهم، والمنحَ الدّراسيّةَ على أوائلِ الصّفوف، في مبادرةٍ كريمةٍ من عائلةِ المرحوم السّيّد “مصطفى دندشلي”، جسّدت روح الوفاء والدّعم المستدام
وفي لفتةٍ وفائيّة، شكرت الثانويّةُ الجامعاتِ الدّاعمةَ للمتفوّقين: جامعة الجنان، جامعة رفيق الحريري، الجامعة الأميركيّة للعلوم والتّكنولوجيا (AUST)، إلى جانب جمعيّتَي “أجيالُنا” و”اتّحاد رجالِ الأعمال للدّعم والتّطوير – إرادة”، لما قدّمتاه من دعمٍ إنسانيٍّ ومجتمعيٍّ راقٍ، عبّر عن عمقِ الشراكةِ في بناء الإنسان
وألقت لجنةُ الأهل كلمتَها عبر رئيسها السيّد “وائل قصب”، فكانت صوتَ العائلةِ الداعم، تنبضُ بالفخرِ، وتزهو بالثّقةِ بالمسيرةِ التربويّةِ التي ما فتئت تمنح أبناءنا بوصلةَ الوعي والتميّز
اُختُتم الحفلُ بفيلمٍ وثائقيٍّ مؤثّر، جمع بين الذّاكرةِ والبدايات، فكان مرآةً للرحلةِ الطويلةِ الحافلةِ بالحكاياتِ، وخاتمةً تليقُ بمن أضاءوا شموعَ الأمس ليواصلوا المسير
…وفي الختام
تبقى ثانويّةُ المقاصد الجذورَ التي تزهرُ ، والنّبضَ الذي يتوهّجُ في القلوب، والآفاقَ التي تنادي أبناءها: امضوا… مادمتم خرّيجين مقاصديّين، فأنتم سموّ المجد وصوت الغد

































